متصفحك لا يتحمل لغة جافا سكريبت الفينيقيون - المدن

المدن

يتفق الجميع على أن تاريخ الفينيقيين معروف من خلال تاريخ مدنهم الشهيرة. من منا لم يسمع عن تاريخ جبيل، صور، صيدا، وغيرها من المدن. بينما القليل من الناس تحدثوا عن الصلة بينها، وخصوصا بجمعها في كيان سياسي واحد.

المدن - رسم ج. اشقر, © Pheniciens.com
مدينة بعلبك
مدينة جبيل
مدينة أوغاريت
مدينة صيدون
مدينة صور

في البدء، منذ القرن السابع قبل الميلاد خلال العصر الحجري وفي جبيل (بيبلوس) ومن ثم على كافة الشاطئ الشرقي للبحر المتوسط، استقرت بعض القبائل في قرى صغيرة مكونة من بعض الأكواخ والجنائن الصغيرة. التغير الأحيائي لهذه القرى الكنعانية إلى مدن متحضرة جرى في بداية العصر البرونزي القديم (من الثلاثة الاف والمائتي سنة الى الالفين ق.م.). في نهاية القرن الثالث ق.م. اصبح هذا النوع من الاستقلال والحكم الذاتي يمتل نموذجا كمدن دويلات حيث انتشر على نطاق واسع وفي جميع المناطق.

هذا الوجود السياسي المنعزل لم يكن غريبا عن الطبيعة المجاورة. ففي تلك المنطقة الكثير من الهضاب والأنهر الصغيرة فصلت هذه المدن عن بعضها البعض وكانت المواصلات صعبة. ومع تكاوين سلسلة جبال لبنان الغربية التي ترتفع إلى حوالي ٣١٠٠ متر، من جهة، والبحر المتوسط، من الجهة الأخرى، تعززت هذه الحالة من الاستقلالية وأصبحت مثالا للمدن الفينيقية.

على رغم هذا الوضع المميز وبسبب وجود حضارات العالم القديم في المناطق المجاورة (الحثيين وبلاد ما بين النهرين والمصريين، ...)، كانت المدن الفينيقية تحت تأثير الواحدة أو الأخرى من هذه الإمبراطوريات حسب قوة او نفوذ هذه او تلك وبالنسبة للمصالح التجارية. استمر هذا الوضع حتى حرب قادش (حوالي ١٢٧٥ ق.م.) بين الحثيين والفراعنة حيث رسخت الحدود بين الطرفين في ساحل عكار ووقعت المدن الفينيقية الجنوبية تحت الحكم المصري والمدن الشمالية تحت التاثير الحثي.

الفراعنة فرضوا وجودهم وسيطرتهم بتوكيل مراقبين من قبلهم وفرض جزية على الأمراء والملوك المحليين، بينما الحثيين أسسوا العلاقات التبعية من خلال القنوات الدبلوماسية بتوقيع معاهدات مع حكام المدن التي وقعت تحت رقابتهم.

ولكن هذا التوازن لم يطل حتى وقع مع هجمات شعوب البحر (حوالي السنة ١٢٠٠ ق.م.) التي هزمت الحثيين وقضت على امبراطوريتهم حيث دمرت بعض المدن ومنها أوغاريت (راس شمرا) وأضعفت الحكم والوجود الفرعوني في المنطقة الشرقية من البحر المتوسط. ولم يستطع المصرين إيقاف هذا التقدم الا على أبواب بلادهم بفضل انتصار جيوش الفرعون رعمسيس الثالث. البعض من تلك الشعوب، من بينهم الفسلتيين، استقروا في المنطقة الجنوبية من بلاد كنعان. ومنذ ذلك التاريخ، عرفت مصر فترة من الانعزال، وحصلت المدن الفينيقية على استقلاليتها وازدهرت حتى وصول الفاتحين الجدد : الآشوريين ومن ثم اهل بابل والفارسيين واليونانيين والرومانيين.

افتتحنا هذا الجزء من موقغنا بالحديث عن البعض من هذه المدن، والأكثر شهرة. يتبع وفي وقت لاحق، تواريخ المدن الأخرى، كبيروت وأرواد، صرفند، كامد اللوز، الخ.


عودة إلى الصفحة الرئيسية